كتب ياسر العيلة:
يعرض حاليا بدور العرض السينمائي بالكويت الفيلم العربي «نور عيني» للمطرب تامر حسني، ومنة شلبي، وعمرو يوسف، ومنة فضالي، واسلام جمال، وعبير صبري، والقصة لتامر حسني، والسيناريو والحوار لأحمد عبدالفتاح ومن إخراج وائل إحسان.
توليفة
«نور عيني» تم تقديمه للجمهور بشكل «توليفة» ترضى جميع الاذواق.. توليفة تحمل كوميديا وتراجيديا واغاني وموسيقى واكشن ومناظر خلابة بالاضافة «لبهارات هندية» لأن الفيلم احتوى على مواقف لا نشاهدها في سوى افلام بوليود والبهارات بشكل عام تناسب «اللحوم» لتتبيلها بشكل جيد كون منتج الفيلم محمد السبكي من اكبر الجزارين في القاهرة الذي يبدو انه اصيب بمرض الشهرة فبعد ان كان يحرص دائما على الظهور في افلامه السابقة في مشهد واحد ولثوان قليلة شاهدناه في هذا الفيلم في اكثر من مشهد بلا داع «وكله لحمة» على رأي الفيلم.
قصة حب
نعود لقصة الفيلم التي تدور حول مطرب هاو يبحث عن الظهور بشكل محترم بدلا من غنائه في الملاهي يجسد شخصيته «تامر حسني» الذي يعيش مع شقيقه الاصغر «اسلام جمال» مدمن المخدرات ويتعرف المطرب إلى فتاة ضريرة فقدت بصرها اثر حادث اليم هي «منة شلبي» فيع في غرامها وله صديق اضطر الى العمل بأوروبا بعد ان وجد ان وطنه لا يهتم بالكفاءات والتقدير العلمي والامور فيه تجري بالواسطة.
وتتوالى احداث الفيلم فتنشأ قصة حب بين المطرب والفتاة الضريرة وتتفجر بعدها مواقف كوميدية ساخرة انطلقت معها ضحكات كل الحضور في قاعة العرض كون الفتاة كفيفة فحبيبها المطرب يوهمها بانه قوي البنية وان الجميع يخشون قوته وهو عكس ذلك ثم يغادران مع باقي افراد فرقتهما الموسيقية الى بيروت ومعها يتحول الفيلم الى «ميلودراما عنيفة» حيث تعتقد الفتاة بسوء فهم ان حبيبها يشفق عليها، وانه لا يحبها فتقرر العودة الى القاهرة واثناء محاولة الحبيب ثنيها عن هذا القرار يأتيه اتصال هاتفي بأن شقيقه تم نقله الى المستشفى نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات وتستمر المشاهد والاحداث المأساوية التي سالت معها دموع الجمهور خاصة في مشهد احتضان المطرب لشقيقه الذي اسلم الروح ورفضه لفكرة رحيله.
نكهة هندية
تسافر الفتاة الى الخارج لإجراء عملية جراحية وهنا ينحو الفيلم منحى الافلام الهندية حيث يكون الطبيب الذي سيجري لها العملية – بمحض المصادفة – صديق حبيبها الذي سافر للعمل بالخارج فتنشأ بينهما قصة حب وينجح الطبيب في إعادة البصر للفتاة، وبالطبع يعود معها للقاهرة ويخبر صديقه الذي يجد ان عطره المفضل نفد فيضع عطرا بديلا ليفاجأ في المطار بأن خطيبة صديقه هي حبيبته، فيخفي مشاعره ولا ينطق بحرف واحد والتزم الصمت لأنها وهي ضريرة كانت تعرفه من صوته ومن رائحة عطره وعلى طريقة الافلام الهندية يكتشف الطبيب ان صديقه هو الحبيب الاول للفتاة فيضحي بحبه للفتاة من اجل صديقه لينتهي الفيلم نهاية سعيدة.
هموم الشباب
الفيلم بالتأكيد سيحقق نجاحات تجارية خاصة ان احداثه تخاطب شريحة جمهور تامر حسني وهم شريحة الشباب، فالفيلم يلامس مشاكلهم وهمومهم من البطالة، والادمان، والمعاناة من الواسطة وامور اخرى كثيرة، برع السيناريست في التركيز عليها، واضفى المخرج وائل احسان على الفيلم جماليات كثيرة من استغلال المناظر الطبيعية في لبنان وتوظيف الاغاني والموسيقى بشكل جيد.
أداء رائع
اما عن اداء الممثلين فكان اداء تامر حسني متوازنا اضحكنا وأبكانا واصبح اكثر نضجا ولكن يبدو انه يهوى التحرش بالنجم عمرو دياب فلم نفهم ما كان يقصده عندما قال لحبيبته انا «هسمعك اغنية بعشقها» لتفاجأ بأغنية «تملي معاك» لعمرو دياب!!
وبالنسبة لمنة شلبي فقد تفوقت بجدارة على نفسها لتؤكد انها اكثر بنات جيلها موهبة فقدمت دورة الفتاة الضريرة باتقان عال جدا واضفت بخفة دمها اجواء من المرح، كما جسدت مشهد المصدومة في حبها بشكل اكثر من رائع وباقي الممثلين قدموا ادوارهم بشكل جيد خاصة الممثل الواعد «اسلام جمال» الذي جسد دور شقيق تامر حسني تفوق على نفسه في اداء الشاب المدمن.
ويؤخذ على الفيلم انه احتوى على كم هائل من السب خاصة كلمة «يا ابن الكلب»، بالاضافة اننا كمشاهدين غرقنا في بحر من «البصق» الذي اخرجه البطل خلال احداث الفيلم، كنوع من الكوميديا، لكنه جاء مثل البقعة في الثوب الابيض.