بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مثل كل يوم جلست وحدي معي كتابي وقلمي فقط
كنت أتصفح مذكراتي شدتني مقولة مكرره في كل صفحه من صفحات حياتي كل يوم أقولها
لكن لم أعيرها اهتمامي شيء قد تعودت عليه منذ انتقالنا لبيتنا الجديد تعودت أن أقولها كل ما مررت عند أسوارها
أسوارها الهادئة الدافئة وفي ذات يوم دار حوار بيني و بين أبي ...
فقلت :: أبي لماذا كل من يراها يريد أن ينساها لماذا لا يقفون ويرو ما بداخلها من سكون
فقال بكل حب :: لماذا تتعبين نفسك يا بنيتي في شيء أنتي سوف تدخلينه وكلنا سوف ندخلها !!!!
فقلت :: لا اعلم يا أبتي لكن الفضول ينتابني أريد أن أرى تلك الديار لعلي اخذ منها العبر
فقال أبي بكل تواضع :: حسنا بنيتي
قلت :: حسنا على ماذا
قال :: سنقف عند أسوارها لأنه ممنوع دخولك
فقلت بكل اشتياق :: حقا ... شكرا لك
قال :: على ماذا ؟؟
قلت بكل حزن :: أريد أن أراها فقط
فأقبلت على أسوارها و لمستها فإذ ا هي باردة كالثلج ساكنه كالليل
رأيت ما بداخلها ... ديار يسودها السكون والهدوء فقط حفيف الشجر بين ممراتها
سألت أسوارها "" لماذا جعلت الحزن لباسك ""
فقالت :: أولا تعلمين إنني الرعب
قلت :: أنا لا أخاف منكــِ
قالت :: و لا من الوحدة بين جدراني
وحدة لا يوجد بهِا لا حبيب و لا حبيبه
قلت :: كيف أخاف منكـِ فروحي خارج أسوارك وجسدي داخلك
فأنا من التراب وإلي التراب ارجع ,,
قالت :: ماذا ترين بداخلي ...
قلت:: أرى قبور...قبور لا يعتليها إلا السكون
جعلوا من الصمت الجميل لغتا لهم
ولا يعلم بحالهم إلا رب الوجود
قالت :: بماذا تفكرين يا ابنتي ؟؟
قلت :: أفكر بحالي و حالي البشر كيف تلهينا دنيانا عنكـِ
هذه الدنيا من أحبها نساكـِ و من كرهها تذكركـِ
قالت :: لا كيف ذالك .. يا ابنتي الحياة جميلة إذا فهمتي معنى الحياة الصحيحة
قلت :: الحياة الحقيقة بعد الموت
قالت :: ومن قال ذالك
فالحياة جميلة إذا زهدتِ بها وكفاكـِ حزناً
قلت :: صحيح ذالك إذا زهدتِ بِها
فقالت :: هيّا يا ابنتي اذهبي لدنياك لكن .. لا تنسيني فبتذكري بركة
فقلت لها :: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات انتم السابقون و نحن اللاحقون .. إلى اللقاء يا أسوارها
نعم نحن اللاحقون .... هذه العبارة كل يوم أقولها لأسوارها السوداء تعودت أن أرها كل يوم
لكن
السؤال
... ماذا فعلنا لأخرتنا نلهى بدنيانا الوهم وتاركين ورائنا دنيانا الحقيقة ..؟
هل نحن مستعدون للقاء الملكين ...؟؟
سبحان الله متى نـترك معاصينا و نتوب
هل حان وقت التوبة
ألا يا قلب متى ... تترك ملذاتك
متى يحين وقت توبتك
فباب التوبة مفتوح .. لكن من يطرق بابه
فحب الدنيا معلق بقلوبنا
..أسأل الله لي و لكم أن يجعلنا من الزاهدين فيها
و من الذاكرين اللهم آمين
اثر بي كثيرا هذا الحديث من بعده عرفت أن الدنيا لا تسوى جناح بعوضه
463- عن الْمُسْتَوْرِدِ بن شداد رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدهم أصبعه في ( اليم) فلينظر بم يرجع ؟)) . رواه مسلم
تخريج :صحيح مسلم , كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها , باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة .
اليم :: بفتح فتشديد .. معناه البحر
أرجو أن لا أكون قد سببت لكم ضيق أو ثقلت عليكم بكلماتي لكن تذكر الموت حق فالموت كأس كل منا سوف يذوقه
اللهم أحسن خاتمتنا .. اللهم إني أسألك لي و من يقرأ موضوعي ومن لم يقرئه جنة الفردوس
وأسألك لإخواني حور العين<< ما نسيتكم شباب 
و أسألك أن تجعلني وإياهم من الصالحين البارين بوالدينا
اللهم آآآآمين ... أسفه على الإطالة
& أختكم &
~ ذاتَ مبدأ ~
أمانةً:: أرجو لكل من ينقل كتاباتي أن يحفظ حقي بالنقل ويكتب منقول فقط لا غير وشكرا
إذا المرء يدرك سر العطاء لأنفق في المدى و العمر ...